لقاء صالون وسع المعرفي/ التسامح


التسامح شعور سامي وخلق فاضل، التسامح قوة وليس ضعف، التسامح ليس سهلاً لكن من يصل إليه يشعر بالسعادة.

أفكار خاطئة عن التسامح:
التسامح ضعف.
إن سامحت فأنا أسمح للآخرين بتكرار الخطأ معي.
التسامح يعني التنازل.
 التسامح يعني القبول بالأذى وعدم أخذ أي فعل.

نحن المسؤولون عن مشاعرنا والسماح برحيلها هو عملية تحث بوعي وتتكرر بناءً على رغبتنا.
حالة التسليم هي أن نتحرر من مشاعرنا السلبية وبهذا نسمح للإبداع و العفوية بالظهور بون مقاومة أو تدخل أو صراع.
السماح بالرحيل يعني إدراك الشعور والسماح له بالظهور والمكوث معه والسماح له بأن يأخذ مجراه دون محاولة تغيره أو القيام بأي شيء حياله.
تمرين:
لمعالجة الماضي اخلق سياق مختلف للموقف، أي انظر إلى الموقف الصعب الذي سبب لك صدمة وابحث عن الهبة التي يحملها في طياته.
إن النتيجة اللازمة للسماح برحيل المشاعر السلبية هي ترك مقاومة المشاعر الايجابية.
تمرين:
اجلس وانظر إلى الشعور المناقض المباشر للشعور السلبي الذي تعيشه وابدأ بالسماح برحيل المقاومة.

اللامبالاة:
اللامبالاة هو الايمان بلا أستطيع وهو شعور بأننا لا يمكننا فعل أي شيء حيال موقفنا، هو اليأس و العجز.
تمرين:
للتخلص من اللامبالاة استبدل ( لا استطيع) ب ( لا أريد).

اللوم:
هناك الكثير من الأرباح التي نجنيها من اللوم فهو يجعلنا بريئين ويجعلنا نستمتع بالشفقة على أنفسنا ويجعلنا الضحية ويجعلنا نستقبل رأفة الغير، وأكبر ربح يقدمه لنا اللوم هو أننا ضحية بينما الطرف الآخر هو شخص سيء.
اللوم يفقدنا حريتنا فأول خطو للخروج من اللوم هو الاعتراف بأننا نحن من اخترنا أن نلوم.
لتخطي اللوم يجب أن ننتبه لمشاعر الرضا والمتعة الخفية التي نحصل عليها من مشاعر الشفقة على الذات والاستياء والغضب و الأعذار التي نعطيها لأنفسنا لكي نبدأ بالتخلي عن كل هذه الأرباح الصغيرة.
تمرين:
اسمح برحيل مقاومة التسامح، أو قل ( أنا أسمح لنفسي أن أسامح).

الأسى:
هو شهور بالحزن و الخسارة و الوحدة و الخذلان و الندم و الألم والعجز و اليأس و الحنين والغم والكآبة و الشعور بخسارة لا تعوض وشعور بالفجيعة و الكرب وخيبة الأمل هو شهور بقابلية التعرض للألم والمعاناة.
إن الأسى المكبوت هو المسؤول عن العديد من الأمراض و الشكوى المتعلقة بالصحة.
عندما نسمح برحيل الحزن الذي نحمله بداخلنا سنوات سيلاحظ من حولنا التغير في ملامحنا وسنبدو أصغر سناً.
إن الأساس النفسي لكل الأحزان هو التعلق، ويحدث التعلق بسبب شعورنا بأننا غير مكتملين بذواتنا.

التعامل مع الخسارة:
بسبب طبيعة التعلق فإن أول حالة تسبق تجربة الخسارة الواقعية هي الخوف من الخسارة.
تمرين:
للتعامل مع الخوف من الخسارة يجب علينا أن نعرف الهدف الخارجي الذي يحققه هذا الشخص أو الشيء في حياتنا.
اسأل نفسك ما الاحتياج العاطفي الذي يشبعه؟ وما المشاعر التي قد تظهر إذا ما فقدنا هذا الشيء أو الشخص؟
فيمكن أن يمثل لك هذا الشخص الحب و الرفقة و التفاني و التسلية و اللهو فهل خسارة هذا الشخص ستجعل هذه الحاجات الشخصية العاطفية غير مشبعة؟
وبذالك سيتم الاعتراف ببعض المخاوف وسيتم التخلص منها.
فنحن نشعر أن ما هو مهم أو مريح بالنسبة لنا هو ارتباط دائم ونتيجة لهذا فعندما يتم تهديد هذا الوهم ينشأ غضب وحنق وشفقة على الذات ومشاعر قد تسبب وجع مزمن.

القبول:
إن القبول يختلف عن التنازل، فمع التنازل يكون هناك بقايا من مشاعر سابقة بالإضافة إلى وجود مقاومة للإقرار بالواقع، ففي القبول يتم التخلي عن مقومة طبيعة الوقائع الحقيقية  وبهذا تعد السكينة أحد علامات القبول.
التسامح هو التساهل مع الأخذ بالأسباب و الحصول على الرضا و القبول بالنتائج.

علاقات الحب الكبيرة:
يمكننا أن ننظر إلى علاقات الحب الكبيرة في حياتنا ونتفحصها بصدق، إلى أي درجة هي تخدم حاجاتنا الأنانية الداخلية؟ وإلى أي مدى نحن ننتفع حقاً بالشخص الآخر لاستغلاله في تحقيق مكاسبنا الخاصة؟ وإلى أي مدى هم فقط يخدمون سعادتنا؟ ولنعرف الإجابة علينا أن نسأل أنفسنا: " إذا كانت سعادتهم ستتحقق على أمل وجه برحيلهم عني، فما الشعور حيال هذا؟"
عن الإجابة على هذا السؤال يكشف لنا مدى محاولتنا تقييد الآخر و التحكم به وهذا ليس حباً.
يمكننا اكتشاف الحب بداخلنا من خلال السماح برحيل عوائق الحب ، فباكتشاف الحب الداخلي نعيد اكتشاف مصدر سعادتنا.

الشعور بالذنب:
إن أحد أشكال الخوف هو الشعور بالذنب وهو دائما ا يرتبط بشعور ارتكاب خطأ وعقاب محتمل سواء حقيقة أو خيال، فإذا لم يكن العقاب بالخارج فإنه يعبر عن نفسه كعقاب ذاتي على المستوى العاطفي.
ففي الشعور بالذنب إدانة للذات وإلغاء ذاتي لاستحقاقنا وقيمتنا كإنسان. والشعور بالذنب يظهر على شكل عقاب ذاتي من خلال الحوادث و المصائب و الخسارة و الأمراض الجسدية و التعب و الانهاك وخسارة المتعة و الفرح بالحياة.
الشعور بالذنب هو إنكار لبراءتنا الجوهرية الداخلية.
ما حفظ في ذاكرتنا هو قمامة وعندما ننتبه لذلك سيقل الخوف وسنستمتع في البدء بالسماح برحيل المشاعر السلبية ما أن تظهر ورؤيتها على حقيقتها وتنظيفها حتى نسمح لها كلها بالرحيل. وبمجرد ما نبحر عميقاً بداخلنا ونجد براءة الفطرة الداخلية سنتوقف عن كره أنفسنا وإدانة أنفسنا.

تقنية لتحرير المشاعر السلبية:
أسأل نفسك:
·      هل أنا هذا الشعور؟ ( انفصال)
·      هل أسمح له بالبقاء؟ ( اعتراف)
·      هل أسمح له بالرحيل؟ (فهمت الدرس)
·      كيف أبدو بدون هذا الشعور؟ ( وجود أسمى)
أتسامح من مَنْ؟
من نفسي أولا، مشاعري،، المواقف ثم الوالدين، الاخوان و الأخوات ، الأقارب.

كيف تحقق التسامح من خلال أسماء الله الحسنى:
اسم الله (العفو):
لأن التسامح جزء من العفو.
اسم الله (الكريم):
لأن التسامح كرم نفسي ابتداءً.
اسم الله ( الكبير):
لأن التسامح يعني التغافل وليس التنازل.

تمرين:
التسبيح باسم الله العفو الكريم الكبير.
دعاء ( اللهم اعفو عني وعنه).

تمرين من فليفة لويز هاي:
قبل جلسة التسامح والسماح برحيل المشاعر قم بترتيب المكان من حولك وتخلص من كل ماهو مكدس منذ زمن.
إذا كان لديك رفض للتسامح ،كرر ( أنا اسمح لنفسي بالتسامح) ( أنا أسمح لنفسي بالسكينة).

سامح ،أنت الربح

تحياتي
مي العليان




المراجع:
·      كتاب/ السماح بالرحيل
·      كتاب / 100 فكرة للتسامح
·      فلسفة لويزهاي.
·      الشيخ إبراهيم الأيوب.

تعليقات